قطر الندي ماذا تعرف عنها ؟
(قطر الندي):
قصة الزفاف الاسطوري..
والاميرة الحزينة:
هي قصة الأميرة المصرية
"أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون "
وتعرف بـ"قطر الندى"
وكانت أجمل نساء عصرها وأوفرهن ذكاء
و تثقيفا،وترجع تسميتها (بقطر الندي)
الي ما أحاط حفل زفافها من مظاهر الأبهة
والعظمة، حين زوجها أبوها من صقر عجوز
هو الخليفة العباسي المعتضد
ولم تكن حين خطبها الخليفة قد جاوزت
الأربعة عشر ربيعا. تحالف الجمال مع
خريف العمر من أجل السلطة:
كان مقرراً أن تتزوج الأميرة الجميلة
الصغيرة من الأمير علي المكتفي ابن الخليفة
المعتضد وهو ولي العهد ،
ولكن الخليفة العجوز الداهية أراد
أن يفسد خطة خصمه العنيد "خمارويه"
حاكم مصر والد "قطر الندى" فطلب
أن يتزوج هو نفسه الأميرة الصغيرة
حتى لا يكون لخمارويه تأثير على مستقبل
الخلافة العباسية من خلال صلته بولي العهد
المكتفي بن المعتضد وأبنائه من الأميرة
المصرية. وحزنت الأميرة الصغيرة حين عرفت
أن الخليفة العجوز رفض تزويجها من ابنه
الشاب وأراد تزويجها لنفسه ،
وأراد خمارويه أن يسترضي ابنته فعزم
على أن يكون زفافها وجهازها من
أساطير التاريخ.. والخليفة العباسي
من ناحيته كان يلح على أن يكون جهاز
العروس الصغيرة بالغ الثراء والترف ..
مع أن الخليفة لم يدفع صداقاً إلا مبلغاً
نقدياً قدره ألف ألف درهم.
تفاصيل الزفاف:
دفع الخليفة مهر قطر الندى ألف ألف درهم
( عشرة آلاف دينار ) وكان هذا
الصداق ضربا من الخيال في ذلك العهد،
لكنه لم يكن إلا جزءا يسيرا مما أنفقه
والدها على تجهيزها من الأموال الطائلة،
حيث أراد أن ينافس الخلافة في مظاهر غناها
وبذخها. لم يبق خطيرة ولا طرفة من كل لون
وحسن إلا حمله معها، ومن ذلك أريكة
من الذهب عليها قبة من الذهب المشبك
في كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة
من الجوهر لا يقدر بمال..
ومائة هون من الذهب..
لقد صرف على جهازها أربعمائة ألف دينار
وهذا مبلغ ضخم جدا يعادل دخل دولة بأكملها.
بعد أن فرغ خماروية من الجهاز الذي اشتراه
من بلاد الهند والسند أخذ يتأهب لإرسال
ابنته إلى زوجها الخليفة،
فأراد أن يجعل من رحلتها الشاقة
من مصر إلى بغداد، نزهة ممتعة،
فأمر أن يبني لها على رأس كل محطة تنزل
فيها قصرا وثيرا كامل المعدات.
وأقام خمارويه حفل حنة قطر الندي مده
أربعين يوما لا تطفئ الأنوار والموائد
مليئة بأشهى أنواع الأطعمة لكل
المصريين احتفالا وابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة
في أواخر سنة 281 هـ / 894 م
خرجت قطر الندى في موكب عظيم،
وبرفقتها عمتاها شيبان والعباسة،
وعدد من الكبراء والحشم، ويقول أحد
المؤرخين في وصف رحلة الأميرة
"كانوا يسيرون بها سير الطفل في المهد،
فكانت إذا وافت المنزلة،
وجدت قصرا قد فرش فيه جميع ما تحتاج إليه
وقد علقت فيه الستور،
وأعد فيه كل ما يصلح لمثلها،
وكانت في مسيرها من مصر إلى بغداد،
على بعد الشقة كأنها في قصر أبيها.
وهكذا زفت الأميرة الشابة إلي الخليفة العجوز,
فكانت ليلة زفاف حزينة بالنسبة لها.
وصل ركب قطر الندى إلى بغداد في
أول محرم 282 هـ ،
وزفت إلى الخليفة في شهر ربيع الأول من نفس العام،
في حفلات عظيمة على مدى أيام في
العاصمة العباسية، وشغف الخليفة
بها لجمالها الرائع وأدبها الجم،
فكانت أحظى نسائه. لم تمض شهور قليلة
على زفاف قطر الندى إلى زوجها،
حتى قتل والدها، حيث خرج بعساكر
مصر إلى الشام استعدادا للحرب،
ونزل بدمشق فأقام بها مدة يسيرة،
وذات مساء قتله خدمه وهو نائم.
عاشت الأميرة قطر الندى بضعة أعوام
ثم توفت في الثانية والعشرين من عمرها
في شهر رجب سنة 287 هـ بعد خمسة أعوام
من زواجها، ودفنت داخل قصر
الرصافة ببغداد.
وهكذا أسدل الستار على حياة الأميرة
التي ما زال اسمها مرتبطا بالثراء والبذخ.
المصدر صفحة الفيس بوك الرائعة
تحياتي لكم بكل حب وتقدير
عنتر عبدالنعيم ( ابومصطفي )
اخصائي شئون مالية وأدارية
بمعهد قرية الرواتب الابتدائي الازهري
تعليقات
إرسال تعليق